كما أن "أوليري" يذهب إلى أن المدينة التي جاءت في جغرافية بطليموس تحت اسم "Thouma" إنما هي "تمنة"1، وقد وصف "بليني" مدينة "Thomna" بأنها من أكبر المدن في العربية الجنوبية، وأن بها "65 معبدًا"، وأن المسافة بينها وبين "غزة" 4436 ميلا، تقطعها الإبل في 65 يومًا على وجه التقريب، وليست هذه المدينة سوى "تمنة" قتبان2.
وتقع "تمنع" في وادي بيجان في منطقة تدل آثار الري فيها على أنها كانت خصبة كثيرة المياه والبساتين، وقد أثبتت أعمال الحفر التي قامت بها البعثة الأمريكية، تحت رياسة "وندل فيلبس"، أن موقع "تمنة" القديم، إنما هو في مكان خرائب كحلان "هجر كحلان الحالية" وأن المدينة قد خربت بسبب حريق هائل، ربما أتى على المدينة، كلها، وأن هذا الحريق ربما كان بأيدي السبئيين إبان الحروب التي استعر أوارها بينهم وبين القتبانيين، كما أثبتت الحفائر أن "تمنة" قد جددت عدة مرات، وأن مقابرها كثيرًا ما انتهكت حرماتها، سواء أكان ذلك في الأيام الغابرة، أو في العصر الحديث3، وأخيرًا فقد كشفت الحفائر في منطقة "تمنع" عن شبكة كاملة من السدود تتصل بها قنوات وصهاريج لتوفير مياه الري لرقعة واسعة من البلاد4.
ومن مدن قتبان الهامة كذلك "شور"، "شوم" و"يرم"، وكذا "حريب" التي ذكرها الهمداني5، والتي اشتهرت بالنقود التي ضربت فيها، وحملها اسمها، كما أنها كانت عاصمة قتبان في أخريات أيامها6.