"المطعَمُون من الله"، وهي جماعة خاصة بالمعبد، وتعيش على نفقة الدولة، مما جعلها في مركز يساعدها على المطالبة بالأراضي للمعبد ودخلها، بدعوى أن هذا الدخل لله سيد الأرض1.
هذا وقد نال "معبد بيجان" عناية خاصة من "شهر غيلان"، ومن ثم نراه يأمر بتجديد أقسامه القديمة، وبناء أقسام جديدة فيه2، ونعرف من نقش "ريكمانز 216" أن "شهر غيلان" قد انتصر على حضرموت، وأنه تخليدًا لذكرى هذا النصر فقد أقام معبدًا للإله "عثثر" في "ذبحان" "بيجان القصب الحالية، عند جبل ريدان، حيث ما تزال حتى الآن توجد خرائب واسعة تدل على أنها كانت مدينة، أو على الأقل قرية كبيرة، وأما زمن "شهر غيلان" هذا، فقد كان في أخريات القرن الرابع ق. م، فيما يرى "فيسمان"، وفي القرن السادس ق. م، فيما يرى "جون فلبي"3.
ولعل من أشهر ملوك هذه الفترة "شهر يجيل"، وقد جاء اسمه في نقش "جلازر 1602"، وهو عبارة عن مرسوم ملكي يحدد كيفية جمع الضرائب من "طائفة معبد الإله عم في أرض لبخ"، ويظهر من هذا المصطلح أن العرب الجنوبيين كانوا يؤلفون طوائف تنتمي إلى إله من الآلهة تتسمى به وتقيم حول معبده، وربما كانت تتعاون فيما بينها في استغلال الأرض لخير الطائفة بأسرها، وكانت الطائفة تقدم حقوق الحكومة إلى الجباة الذين يجبون تلك الحقوق، فيقدمونها إلى "الكبير" "أي نائب الملك"، ليقدمها بدوره إلى الملك4.
ويرى "أولبرايت" أن "شهر يجيل" قد حكم حوالي عام 300ق. م، وأنه قد تغلب على دولة معين، وأخضعها لسلطانه5، ثم خلفه أخوه "شهر هلل يهنعم" وهو