الذي أقام المسلة التي عثر عليها في مدينة "تمنع"، وبوفاته انتهت الأسرة القتبانية الثانية، وتناوب عرش البلاد عدد من الملوك لم نستطع حتى الآن تعيين أزمنتهم أو ترتيبهم بصفة نهائية، وكان آخرهم "يدع أب غيلان"، وقد بنى في عهده "بيت يفش"، كما أنشئت، أو على الأقل جددت، مدينة دغيلان "غيلان" عند معبد "عم ذى لبخ" في موضع "ذغيلم"، وأن هناك اتجاهًا يرجح أن ذلك إنما كان في القرن الثاني ق. م1.
وأما الفترة الثالثة "150-25ق. م" فأول ملوكها "هوف عم يهنعم" والذي حكم حوالي عام 150ق. م، على رأي أولبرايت، ثم جاء من بعده "شهر يجل يهرجب" الذي أعاد بناء المدخل الجنوبي لمدينة "تمنع"، كما جدد كذلك بناء "بيت يفش"، وقد حكم بعد عام 150ق. م، بقليل، على رأي أولبرايت اعتمادًا على تمثالين لأسدين عثر عليهما في خرائب "تمنع"، وعليهما كتابة قتبانية، جاء فيها اسم صانعهما "ثويبم"، الذي ذكر في كتابة أخرى من نفس العهد، وقد استنتج "أولبرايت" أن التمثالين من عهد "شهر يجل يهرجب"، وأنهما صنعا على الطرز اليونانية2 في فترة لا تبعد كثيرًا عن القرن الثاني ق. م، ومن ثم فإن هذا الملك قد حكم حوالي عام 150ق. م3.
وهناك ما يشير إلى أن قتبان في عهد "شهر يجل يهرجب" كان لها نفوذ من نوع ما على "معين"، وإن كان العلماء مختلفين على طبيعية هذا النفوذ، أهو خضوع من جانب معين لقتبان؟ أم أنه نوع من التحالف بين الدولتين، كانت فيه قتبان صاحبة اليد العليا4؟