قديمًا باسم "عرموت"1، على أن نقش "Cih7 28" والذي عثر عليه الضابط الإنجليزي "جيمس ولستد" في حصن الغراب عام 1834م -جاء فيه أن "صيد أبرد بن مشن" كان مسئولا عن "بدش" وعن "قنا"، وأن ذلك قد كتب على "عرموية" "عرماوية= حصن ماوية"، فأما "قنا" فهو اسم الميناء المشهور، وأما الحصن الباقي أثره حتى اليوم فهو "حصن ماوية"، وأما "بدش"، "باداش" فما يزال معروفًا حتى اليوم بشيء من التحريف، حيث يعيش قوم رعاة يعرفون باسم "مشايخ باداس"، ومن ثم فحصن غراب هو "عرمويت" وهو حصن مدينة قنا2.
وهناك مدينة "مذب" أو مذاب"، وقد اشتهرت بمعبدها المكرس لعبادة إله القمر "سين" وتقع بقاياه اليوم في الموقع المعروف باسم "الحريضة"، وقد قامت ثلاث رحالات أوربيات "ج. كاتون طومسون، أ. جاردنر، ف. شترك" في عام 1937م، برحلة إلى حضرموت، وهناك في وادي عمد، مقابل حريضة، كشفن عن معبد إله القمر "سين"، كما عثرن على عدد من الكتابات تبين أن بعضها سبئية، فضلا عن العثور على بعض القبور والأواني الفخارية والخزفية، التي يظن أنها ترجع إلى القرن السابع أو الخامس قبل الميلاد3، إلا أن البعثة لم تتوصل إلى تاريخ بناء المعبد بصورة نهائية، وإن كانت بعض واجهات المعبد تعود إلى الفترة بين أواسط القرن الخامس، وحتى القرن الرابع ق. م، فضلا عن أن بعض أجزاء المعبد، إنما تعود إلى العهد السلوقي4، وأخيرًا فإن هناك من يرى أن مدينة "مذاب" ومعبدها، إنما يعودان إلى الفترة ما بين القرن الخامس والثالث قبل الميلاد5.