الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} 1، وعلى ما يقول جل شأنه: {للَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} 2.

وقد بين رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذا المعنى بقوله الشريف: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار" 3.

ولا أظن -بعد هذا كله- أن هناك من يكابر في ضرورة الاهتمام بدراسة تاريخ هؤلاء القوم الذين تضافرت عوامل شتى على إهمال تاريخهم، فضلا عن التقليل من شأنه، حتى أن معلوماتنا عن تاريخ العرب قبل الإسلام، ظلت -حتى حوالي قرن مضى- تعتمد فقط على ما جاء في التوراة، وعلى ما كتبه القدامى من مؤرخي الإغريق والرومان وجغرافيهم، وكان هذا كله لا يشفي غليل العلماء، حتى لو أضفنا إليه ما كتبه العرب عن تاريخهم قبل الإسلام، أو ما نستطيع أن نحصل عليه من معلومات إذا درسنا الشعر الجاهلي.

غير أنه من حسن الحظ أن بدأت الصورة تتغير، عندما أخذت النقوش اليمنية طريقها إلى أيدي العلماء، وقد أصبح عددها الآن أكثر من خمسة آلاف نقش، فيها الكثير من المعلومات عن ممالك جنوب اليمن، كما وصل إلى أيدي العلماء كذلك عشرات الآلاف من "المخربشات" القصيرة على واجهات الصخور في شمال بلاد العرب بين ثمودية ولحيانية وسبئية وغيرها4، فضلا عن تلك التي وجدت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015