أصلان باطلان.
ومنها قوله تعالى: {اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس}. وجه الاستدلال بها أنّه عَلم أنّ إِبليس لا يَسجُد؛ بدليل قوله، {أعلم غيب السموات والأرض}. وقال بعض المفسّرين: "إِنّ الإِشارة بقوله: {إنى أعلم مات لا تعلمون}، إِلى امتناع إبليس من السجود. فأراد أن يُبيِّن سرَّة المكنون فيه؛ لأنهم كادوا يَفتنون في إِبليس لكثرةعبادته. وقد ثبت أنّ خلاف معلومه محالٌ؛ فمعلومه واجبٌ. فتركُ إِبليس للسجود واجبٌ؛ وقد كَلَّفه به. وتمام الاستدلال ظاهرٌ؛ وقد سبق. وكذلك الاستدلال بكلّ تكليفٍ عَلِمً اللهُ مِن المكلُّف خلافَه؛ وهو كثيرٌ. فلنكتفِ بذِكرِ قاعدته ها هنا، ولا نعيده حيث تكرّر، إِلاّ يسيرًا.
ومنها قوله تعالى: {بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون}. و"اللعن" هنا راجعٌ إِلى معنى الختم والطبع. ونظيرها في سورة النساء: {بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}. وقد سبق الكلامُ في معنى قوله، "بكفرهم".
ومنها قوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل}، على الصحيح في تأويله. وإِنّ المرادَ "أُشربوا في قلوبهم حُبَّ العِجل". ووجه دلالته أنّه حذَف الفاعلَ في قوله: {واشربوا}، وبناه لمّا لم يُسمَِ فاعلَه. ولو كان الفاعل "هُمْ"، لقال: "وشَرِبُوا"، كما قال قَبلَه: {قالوا سمعنا وعصينا}. فلمّا قطعه عن نظائره، وما عطَف عليه في تسمية