اللهُ، وما شاء فَعَل". وهذا شيء كان مشهورًا في الجاهليّة، وجاء الإِسلامُ بتقريره. أمّا شهرته في الجاهليّة، فحسبك بلبيد بن ربيعة حيث يقول:
إِنّ تَقوى ربِّنا خيرُ نَفَلْ ... وبإِذنِ اللهِ رَيثى وعَجَلْ
أَحَمدُ اللهَ فلا نِدَّ لهُ ... بيديه الخيرُ ما شاء فَعَلْ
مَن هداه سُبُلَ الخيرِ اهتَدى ... ناعمَ البالِ، ومَن شاء أَضَلْ
ولولا اشتهار ذلك فيهم، لما صار إِلى لبيدٍ، ولأُنكِر عليه. وأمّا تقرير الإِسلام، فهذه نصوص الكتاب والسنّة على ما تأتي إِن شاء اللهُ تعالى.
قوله، "قال: {استجيبوا لله}، {استجيببوا لربكم}، {أجيبوا داعى الله}، {هذا صراطى مستقيما فاتبعوه}، {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}؛ فكيف يَفعل ذلك، ثمّ يُعميهم عن القبول! وقال تعالى: {إِن الله يأمر بالعدل}، وأين هي عمّا أَمَر به الشيطانُ. "قلنا: هذا سؤالٌ واحدٌ، وقد تكرَّر جوابُه.
قوله، "قال في الشيطان: {يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}؛ فمَن أَجاب الشيطانَ، كان مِن حزبِه. ولو كان كما قاله الجاهلون، لكان إِبليسُ أصوَبَ من الأنبياء؛ إِذ دَعَى إِلى إِرادة الله وقضائه، ودَعَى الأنبياءُ إِلى خلاف ذلك، وإِلى ما عَلِموا أنّ الله قد حال بينهم وبينه". قلنا: هيهات! فإِنّ هذه شُبهةٌ مبنيّةٌ على أصلٍ فاسدٍ؛ وهو أنّ إِرادة المأمور شرطٌ في كون الأمر أمرًا، وأنّ الطاعة موافَقةُ الإِرادةِ؛ وقد أَبطَلنا ذلك. وإِنما