خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا, ولكن الله تعالى تدارك أمرهم, وأطفأ جمرهم, وأذهب شرهم, فأهلكهم وبددهم, وأفناهم وشردهم, ونرجو من الله تعالى أن يعيد عباده إلى خير ما عودهم.
ثم قال الغزالي رحمه الله:
((أما الخلاف المحض ومجادلة الكلام ومعرفة التفريعات الغريبة فلا يزيد التجرد لها مع الإعراض عن غيرها إلا قسوة في القلب, وغفلة عن الله سبحانه, وتماديا في الضلال وطلب الجاه, إلا من تداركه الله برحمته, أو مزج به غيره من العلوم الدينية, ولا برهان على هذا كالتجربة والمشاهدة, فانظر واعتبر واستبصر تشاهد تحقيق ذلك في العباد والبلاد.
رئي سفيان الثوري رحمه الله حزينا, فقيل له: مالك؟ فقال: صرنا متجرا لأبناء الدنيا, يلزمنا أحدهم حتى إذا تعلم جعل عاملا أو قاضيا أو قهرمانا)).
ثم قال الغزالي:
((أما علماء الدنيا فائنهم يتبعون غرائب التفريغ في الحكومات والأقضية, ويتبعون في وضع صور تنقضي الدهور ولا تقع, وإن وقعت / فإنما تقع لغيرهم لا لهم, وإذا وقعت كان في القائمين بها كثرة, ويتركون ما يلازمهم ويتكرر عليهم آناء الليل والنهار في خواطرهم ووساوسهم وأعمالهم, وما أبعد من السعادة من باع مهم نفسه اللازم بمهم غيره النادر, إيثار للقبول والتقرب من الخلق على التقرب من الله عز وجل, وشرها في أن يسميه البطالون من أبناء الدنيا فاضلا محققا عالما بالدقائق, وجزاؤه من لا