فمما كتبه إلي، وقد أوهمته التوكيل، وألزمته في الوزن التعجيل:
يا مَنْ أرى كلَّ مَنْ ألقاه يُخبرني ... عنه بأكرمِ أخلاقٍ وأوصافِ
وإن همَّتَهُ مُذْ كان ما صُرِفت ... إلا إلي الرِّيّ من إحسانه الصّافي
أجْدِرْ بمجديَ تقليد بمَكْرُمَة ... وما أسومُك فيها غيرَ إنصافي
من خصه الله بما خص به المجلس العالي، أسعد الله جده، وأجد سعده، وضاعف علوه، واضعف عدوه. من البيت الرفيع، والجناب المنيع، وحاز إلى نبله، مزية إفضاله وفضله. تعين على مجده النظر بعينها، والبحث عن صدق الأقوال ومينها، وانقشع لسيادته بأن ينفذ مثله، في مقر المعدلة، بحال رقيب فلا يكشف عن تلك الحال، ويستبين الصدق من المحال.
والكتاب طويل.
فكتبت في جوابه:
يا مُهدياً فِقَراً جلَّتْ قلائدها ... عن وصف مُطْرٍ لها أو رَصْفِ رَصّافِ
ومَنْ فضائله عن حَصْرها حَصِرت ... في العصر أَلْسُنُ مُدّاحٍ ووصّافِ