السواد، لرأى منظراً يحرق الأكباد، ويبكي العين الجماد. وقد أشرفت البصرة على العفاء، واللحاق بالصحراء؛ وأن يؤرخ اندراسها في هذه الدولة الغراء، إذْ كان توالي عليها من الأحداث، في هذه السنين، ما يدمر أعمر البلدان، ولم يعهد مثله في سالف الزمان. فإن نعم وعجل النظر للرعية، بترتيب النجدة القوية، وإسقاط معاملة الذرب، في الهرب من العرب، فلا خفاء بما في تنفيس الكرب، من القرب) .

ومن أخرى:

(من حل محل المجلس، في المجد الذي بهرت أضواؤه، والفضل الذي انتشرت أنباؤه، والفخر الذي صدعت آياته، والشرف الذي ارتفعت راياته، جل أن يهنأ برتبة وإن علت، وترخص عنده قيمه كل حظوة وإن غلت. فلا زال أبداً يستجد المراتب، ويستمد المواهب، ويرتقي المراقب، ويقتني المناقب، وأمتعه الله بما أولاه، وطرف عين الكمال عن علاه، وجمل جيد الزمان بحلاه. ولولا أن خادمه يرى سنة الإغباب، أعلق بأدب ذوي الآداب، لتابع خدمه متابعة السحب، وأعرب عن ولائه عما هو أنور من الشهب. لكنه يشفق من مغبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015