ألا ليتَ شِعري والتَّمنّي تَعِلَّةٌ ... وإن كان فيه راحةٌ لأَخي الكَرْبِ
أَتدرونَ أنّي مُذْ تناءت دِيارُكم ... وشَطَّ اقترابي من جَنابكم الرَّحْبِ
أُكابِدُ شوقاً ما يزالُ أُوارُه ... يقلّبُني بالليل جنباً على جنبِ
وأسكُبُ للبَيْن المُشِتِّ مدامعاً ... كأَنَّ عَزالِيها امْتَرَيْنَ من السُّحْبِ
وأذكُرُ أيّامَ التَّلاقي فأنثني ... لتَذْكارها بادِي الأَسَى طائرَ اللُبُّ
ولي حَنَّةٌ في كلّ وقتٍ إِليكمُ ... ولا حَنَّةَ الصَّادي إلى البارد العَذْبِ
فواللهِ إِنّي لو كتَمْت هواكمْ ... لمَا كان مكتوماً بشرقٍ ولا غربِ
وممّا شجا قلبي المُعَنَّى وشَفَّه ... رِضاكم بإِهمال الإِجابة عن كتبي
على أَنَني راضٍ بما ترتضونه ... وأفخَرُ بالإِعتاب منكم وبالعَتْبِ