وأنشدني أيضاً لنفسه، في اللُغْز، وهو الرمح:
يا أخا الفضلِ والبلاغةِ والمُظْ ... هِر سِرَّ العلومِ بعدَ احتجابِ
أيُّ شيءٍ نشا من الخَطّ والعا ... مِلُ فيه مقصِّرٌ في الحساب
وَهْوَ في الكُتْب لا يزالُ ولا تَلْ ... حَظهُ مَعْ مُصَنَّفٍ وكِتابِ
نازحٌ عن مَواطنِ الوحشِ والثَّعْ ... لَبُ فيه مجاورٌ للعُقابِ
وَأصَمّ إِذا مدحت وهذي ... صفةٌ فاكشِفَنْه لي عن صوابِ
وبيانٌ أُرِيدُهُ لك فيه ... عَسَلٌ غيرُ نافعٍ مستطابِ
وتَراهُ مع الملوك وفي المَوْ ... صِلِ يبدو إِليك من كلّ بابِ
قال: إنما خصصت المَوْصِلَ تعميةً وإلا ففي كلّ بلد يكون وأيضاً فإنَّ الرِّماح مع العرب في الشَّرْق، ولا تخلو المَوْصِل منهم.
وأنشدني لنفسه أيضاً لُغْزاً في الجرادة وهو:
وطائرةٍ من الشَّجَرِ ... تُرَى في البَدْوِ والحَضَرِ
لها ذَكَرٌ وتفضُلُه ... وليس البِنتُ كالذَّكَر
إِذا ما رِجلُها انقطعت ... أتت رِجلٌ على الأَثَرِ
وإنْ وَرَدَتْ إلى بلد ... فما للوِرْدِ من صَدَرِ