قرب حماد لابن حَماد، كهف وراد ورواد. ما ينحدر أحد إليه، إلا أنعم عليه، وحظي لديه.
فالجود على الحقيقة مات بموته، والكرم في العراق، بين الخليقة فات بفوته.
كان أباً للأيتام مربياً، وبراً بمستحقي البر على الأبرار مبراً مربياً، يتصدق وينفق، وسوق المعالي عنده تنفق.
قد كانت بلاد البطائح، محترمة به كالأباطح، أحصن من الحصون، والبلد المصون.
كانت أيامه غرراً في الغراف مجمع الأفاضل والأشراف.
وافاه الحِمام في الحَمّام، وذبح ولا ذَبْحَ فراخ الحَمام. وثب عليه بعض أحفاد المهذب بن أبي الجبر، ليغلب على بيته على سبيل القهر والجبر، فدخل إليه الحمّامَ، واستحلَّ دمه الحرام، ولم يتمكن مما أراد، لكن خرب بقتله البلاد، وذلك في سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.