عن كتابة السر من أجل أن عبد العزيز بن محمد الصغير لما توجه لثغر دمياط في ربيع الأول وصحبته فرس لتنبك الحاجب من قبل السلطان على عادة الأمراء البطالين كتب على يده مرسوم يتضمن أخذ أجرة الاحتكار التي بالثغر فلما توجه افحش في حق أهل دمياط وظلم وعسف والزمهم بما لا قدرة لهم عليه واستطال عليهم فثار عليه بعض عامة أهل دمياط ورجمة وشجه في جبينه أو في أنفه بحجر وبلغ ذلك السلطان فشق عليه ما فعله المذكور ورسم بإحضاره وتوجه لذلك شعبان البريدي بعد أن أنعم السلطان عليه بعشرين ظاهريا من الخزاة الشريفة فخرج شعبان من يومه إلى الثغر لإحضار المذكور ثم التفت السلطان للكمال كاتب السر وعنفه واغلظ عليه بعد إنكاره ما كان رسم به وقال لم أرسم بشيء من ذلك فأخذ في محاققته وأمعن حتى ظهر صدق مقاله فعز على السلطان ذلك وعزله فنزل إلى بيته بطالا وتردد إليه أكابر الدولة وكثر الكلام في أمره واستمر إلى ما سيأتي.
وفي يوم السبت حادي عشرة رسم السلطان بعزل محمد بن توقان بن نعير عن إمرة آل فضل وفر من مكانه ابن عمه غناماً وحمل تقليده السيفي خشكلدي الدوادار.
وفي يوم الاثنين ثالث عشرة توفي سيدي محمد ابن السلطان وسن دون عشرة اشهر ورسم بنفي سودون الاينالي قراقش أحد أمراء العشرات ورأس نوبة إلى القدس لكون السلطان بلغه أن العرب العاصي من محارب قد وصلوا إلى بلاد البحيرة فندب لقتالهم جرباش كرد وسودون المذكور فخرجا من يومهما وذلك يوم السبت حادي عشرة