ثم صار طوغان السيفي اقبردي من جملة المماليك السلطانية سنين إلى أن جعله الظاهر خاصكيا ثم ولاه نيابة دمياط ثم نقله إلى البلاد الشامية على أمره ثم صار بعد مدة طويلة أمير طبلخاناة بدمشق ودوادار السلطان بها وحج أمير حاج الشامي غير مرة ثم نقل إلى نيابة الكرك في سنة ست وخمسين عوضا عن الحاج اينال اليشبكي بحكم انتقاله إلى نيابة حماة فتوجه إليها فبعد أيام يسيرة ركب بمماليكه وكبس بعض الأعراب الطائعين وقاتلهم وظفر منهم بجماعة فأسرف في قتلهم ثم نزل بمكان هناك فكر عليه العرب من وقته فقاتلهم ثانيا فكسروه وقتلوه اشر قتلة وان مهملا وضيعا أهج ظالما سيئ الحلق إلا إنه كان مشهورا بالشجاعة مع طيش وخفة رحمه الله.
وتوفي القاضي أمين الدين عبد الرحمان بن قاضي القضاة الشمس محمد ابن الدبري أخو شيخ الإسلام سعد الدين الحنفي بالقدس في يوم السبت رابع ذي الحجة وهو على ولاية نظر القدس والخليل سألته عن مولده فقال بالقدس في شعبان سنة سبع عشر وثماني مائة وأمه أم ولد وكانت لديه فضيلة وله نظم جيد ويكتب الخط المنسوب وعنده مكارم مع طيش وخفة وإظهار النعمة على ديون كان يتحملها رحمه الله.
ومولده - يعني يوسف ابن الكركي - بالكرك في حدود السبعين وسبعمائة تقريبا وقدم القاهرة فقيرا مملقا قبل سنة ثمانين وسبعمائة ثم عاد إلى بلده ثم قدمها ثانيا في سنة اثنتين وتسعين في خدمة قاضي القضاة عماد الدين الكركي واستوطنها ثم اتصل بخدمة البرهان المحلي التاجر فحسنت حاله عنده ثم خدم بالطالع والنازل إلى أن ولي الوظائف الجليلة بالبلاد الشامية ثم قدم القارة فولي بكتابة السر بعد موت العلم داود ابن الكويز في سنة ست وعشرين فلم تطل مدة وعزل ولزم داره إلى أن ولي نظر جيش دمشق بعد موت البدر حسين في سنة أحد ى وثلاثين ثم أضيف إليه في بعض الأحيان كتابه سر دمشق ثم استعفى عن ذلك كله لكبر سنة ولزم داره بدمشق إلى أن مات عن نحو التسعين سنة وخلف مالا جزيلا ورثه ابنه موسى ناظر جيش طرابلس وكان عاريا من الفضيلة عارفا بقلم الديونة على عادة الأقباط عفا الله عنا وعنه.