وقدم جانبك شاد جدة إلى السلطان تقدمته وكان أبو الخير النحاس أغر خاطره السلطان منه بما ليس لغالبه حقيقة فأمر بالترسيم عليه وآل أمره إلى أن يزن ما يزيد على ثلاثين ألف دينار.
وفي يوم الجمعة ثانيه نودي على البحر بزيادة ثمانية أصابع فكمل بها خمسة عشر إصبعا من الذراع السابع عشر فلله الحمد ومع هذا فسعر القمح أزيد من أربعمائة والبطة الدقيق بمائة وخمسين فما دونها.
وفي يوم السبت عاشرة أمر السلطان بنفي القاضي علم الدين البلقيني إلى القدس فتكلم فيه بعض أعيان الدولة فرسم بإقامته ببيته بطالا ثم بعد ذلك أمر بالترسيم عليه ونفيه إلى طرسوس فشفع فيه فرسم بتوجهه إلى القدس وأخذ في عمل مصالحة وسألني بعض الأعيان فيما يبني وبينه إذ ذاك أسمعتم أن قاضي قضاة نفى إلى طرسوس فقلت له ما نعلم إلا أنهم يحبسون بالمقشرة مع أرباب الجرائم وعنيت السفطي بذلك فضحك الحاضرون قلت وزماننا هذا لا ينكر فيه ما يفعل بالقضاة وغيرهم فان السلطان نصره الله جعل نفسه والقضاة الأربعة هنداسة لمن يريد الثناء عليه من الأطراف الأوباش أو المماليك الأجلاء أو نحوهم فيقول هذا خير مني ومن القضاة الأربعة وربما يكون ذلك بحضرتهم فحينئذ لا ينكر ما يفعله السلطان بهم ولا بغيرهم.
وفي يوم الاثنين ثاني عشرة سافر قراجا العمري إلى القدس على ولايته وكان استقر في نيابته قبل بأيام