وفي يوم الأحد سابع عشرينه قدم أخو السلطان من بلاد الجاركس وكان قدم قبل هذا التاريخ مرة أخرى في الدولة الأشرفية وهو قبيح المنظرة ونفسه أخبت من منظره.
وفي يوم الاثنين ثامن عشرينه وصل قراجا العمري وإلى القاهرة كان من دمشق.
ونودي بزيادة أربعة أصابع فكمل النقص باثنين منها فبقي من الوفاء ستة أصابع في يوم الثلاثاء ويوافقه السادس والعشرون من مسرى وهو شيء لم يعهد مثله إلا نادرا وفي يوم الأربعاء سلخه وهو موافق لسابع عشري مسري وفي النيل ستة عشر ذراعا وإصبعين من السابع عشر فسر الناس بذلك غاية السرور ونزل المقام الفخري ابن السلطان فعدي النيل وخلق المقياس ثم عاد وفتح خليج السد على العادة فكان يوما مسهودا ولقد احسن سبط الملك الحافظ حيث يقول في هذا المعنى (الكامل) .
جَبَرَ الْخَليجَ بِكَسْرَ الْوَرَى ... طُراُّ فَكُلُّ قَدْ غَدَا مَسْرُوراَ
الَمَاءُ سُلْطَانْ فَكَيْفَ تَوَاتَرَتْ ... عَنْهُ البَشائِر إذ غَدَا مَكْسُورا
رجب أوله الخميس فيه زاد البحر خمسة أصابع فتزايد سرور الناس أعظم من أمسه