جيش التوشيح (صفحة 51)

فواحربي قلب الشجي ... منه بري لا أنقض العهدا أني وفي

سهام البين يا عمر ... أقصدن عبدك

فقل لي كيف أصبر ... والقلب عندك

أما لو ساق القدر ... ما ساق بعدك

فيا قصي أنا الرّمي ... ولا قسّى للبين أن جدا إلا المطي

إن جاد القطر في رسم ... أخلاف عهده

رماه جائر الحكم ... من بعد شده

يسقي وابل الوسمي ... ديار رفده

ثم الولي فلي ولي بها صفي ... أهدي إليّ الوجدا وهو خلي

لست أنفك عن ذكر ... ذا الزمان

إذ لي في الوجه والثغر ... معللان

أجيل الطرف في بدر ... وأقحوان

فذا حلي وذا جني ... والريق ريّ لكن حمى الوردا طرف أبي

رب مدنفة عشقا ... إليه حنت

أكنّت الشوق ولا رفقا ... لما أكنت

لو لم تلق الذي تلقى ... لما تغنت

عذري جلي وبي رشي ... هاب الكمي=من لحظه حدا والمشرفي

ما الشوق إلا زناد ... يوري بقلبي كل حين نيرانا

ومن بلي بالفراق ... يبت به ليل السليم حيرانا

يا ليت شعري هل ... تنوي وقد ولّت إياب

أيام حبي الأول ... إذ ملبسي ثوب الشباب

مطرزا بالعذل ... وإذ أقول للصحاب:

سيروا كسير الجياد ... وبادروا للمجون فرسانا

ومن أراد السباق ... إلى كناس وريم فالآنا

قل أية سلكا ... عهد الشباب المستحيل

أضل أم هلكا ... أم لا إليه من سبيل

لا تلحني في البكا ... أن أخذت مني الشمول

وجدي على الوجد زاد ... ذكرت والذكرى شجون أخوانا

ذوي حواش رقاق ... عاطيتهم بنت الكروم أزمانا

وليلة بالخليج ... والبدر قد ألقى شعاع

عليه ضوء بهيج ... وفلكنا تجري سراع

أحسن بها من سروج ... نركبها على اندفاع

بحر إذا مدّ كاد ... من كثرة الفيض يكون طوفانا

أحشاؤه في اصطفاق ... أن جردت خيل النسيم فرسانا

دنيا تجلت عروس ... على بساط السندس

فأشرب وهات الكؤوس ... فهي حياة الأنفس

وأن أتيت الغروس ... فأعدل إليها وأجلس

حيث الرياض نجاد ... لصارم راق العيون عريانا

وللكمام انشقاق ... عن زاهرات كالنجوم ألوانا

وصاحب صلحا ... للأنس محمود الخلال

تلقاه مصطحبا ... بين المياه والظلال

وأن عذول لحا ... في القهوة الصهباء قال:

سكره على شاطئ واد ... قد عانقت فيه الغصون أغصانا

تعدل ملك العراق ... عندي فساعد يا نديم ندمانا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015