إذا طلعت أنجم أزهار ... فحي على حانة خمار
وسر بي إلى روض ربعيّ ... سقاه ولي بعد وسمي
وألبسته من كل موشيّ ... وبثت به خضر زرابي
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
سباني بسحر الأعين النجل ... غزال يشوب الهجر بالوصل
تكنفني فيه أولو العذل ... رويدكم فالعذل لا يسلي
خلعت لكم حبي وأعذاري ... أنا سابق والحب مضماري
أبى القلب أن يسلو عن ذكر ... ندامى كمثل الأنجم الزهر
عليهم أكاليل من الزهر ... قطعت بهم والدهر لا يدري
أصائل سرّت بعد أسحار ... كأن مدامنا من جلنار
أبا القاسم أفديك من ندب ... أنامله أندى من السحب
على معتفيه وعلى الصحب ... وتالله لا أخشى من الجدب
ولا زمن أنكد من جار ... وأنت عليه خير أنصاري
وخود عرب شفها البعد ... وعاد إليها ألفها بعد
فعاد الهنا وأستحكم الود ... تقول وقد ساعدها السعد
دنت دار من أهواه من داري ... وزار وما كان بزوار
أحلى من الأمن ... يرتاب في قربي ويفرق
في وجهه سنّه ... يشجي بها العذل ويشرق
الله ما أقرب ... على محبيه وأبعدا
حلو اللمى أشنب ... آسى الضنى فيه وأسعدا
أحبب به أحبب ... ويا تجنيه طال المدى
أما ترى حزني ... نارا على قلبي تحرق
حبي له جنة ... يا ماء يا ظل يارونق
أعاذك الله من كل ... ما ألقى وقد فعل
بي منك تياه ... يلتذ أن أشقى ولا أمل
ألهو بذكراه ... من حيث لا أبقى ولا عدل
أعيا على ظني ... ملآن من عجب معوق
سطا فلا جُنّة ... تقي ولا نصل يطبق
يا زينة الدنيا ... من كل ما استهواك أو وقّرك
إيماء ذي تقيا ... يخاف لو سماك لشهرك
من أعجب الأسيا ... في الحب أن يهواك من لم يرك
فأن يُسَل يكني ... وحاله ينبي فيصدق
بأنك الظنة ... يومي بك الحفل أو ينطق
لا تنخدع عني ... فأنه الصبر (أو الردى)
وثق فأني أكني ... أن رابني الدهر وفندا
وأخجلني مني ... حتى م (أغتر) ولا جدا
ما لي وللحسن ... عهد من الحب لا يخلق
أن قلت بي جِنّة ... فأين ما أقلو وأفرق
ألقاك عن عذري ... فلا أنا جيكا إلا اشتياق
والله ما أدري ... قد التوى فيكا أمري وضاق
أشدو وما عذري ... إلا أقاضيكا إلى العناق
يا رب ما أصبرني ... نرى حبيب قلبي ونعشقو
لو كان يكن سنّه ... فيمن لقي خلّو يعنقو