برز فسبق، وأصاب المفصل وطبق، ورمى إلى الغرض، فبين الجوهر من العرض اقتفى آثار أبي العباس فاهتدى، وائتم به فاقتدى، وأتبع غرضه واستقصاه، ولزمه مصاحبا حتى لقب بعصاه، فحذا حذوه، وكاد يدرك شأوه،. . .، وأتشح ببرد فقره، فجاء بنجوم تزهر، وآيات تبهر، ومعانيه إلى الأغراض سهام، تحار فيها الأوهام. وهاك من توشيحه ما نظم دره، وامترى دره، فمن ذلك قوله:
يا من صال منه الجفن بسيف المنية ... أحبك حبا جمّا فاسمح بالتحيه
إلى كم إدارة الهما ... وكم لا أبالي
قد صير جسمي سقما ... طيف الخيال
لو أني أطعت الكتما ... لم تعلم بحالي
لولا بان مني الحزن فأبدى الطويه ... دمعي باعتلال نمّا ونفسي سخيه
أما والعيون الدعج ... وورد الخدود
ورشف الثنايا الفلج ... وعض النهود
ولمس الخصور الدمج ... ولين القدود