معطرةٍ صانها في الحجا ... ل مطارف من سندس أخضر
وبيضاء رائقة غضّة ... منقطة الوجه بالعصفر
وحق عقيق ملاه الهجي ... ر من الجوهر الرائق الأحمر
وأقداح تبرٍ حشت قعرها ... يد الشمس بالمسك والعنبر
فكن ذا قبول لها إنها ... هدايا مقلٍّ إلى مكثر
وعش ما تشاء كما تشتهي ... بعزٍّ يدوم إلى المحشر
أما ترى شجر النارنج طالعة ... نجومها في غصون لدنة ميل
كأنها بين أوراق تحفُّ بها ... زهر المصابيح في خضر القناديل
تصوغ لنا كف الربيع حدائقاً ... كعقد عقيق بين سمط لآلي
وفيهن أنوار الشقائق قد حكت ... خدود عذارى نقطت بغوالي
أما ترى الزهرة قد لاحت لنا ... تحت هلالٍ لونه يحكي اللهب
ككرة من فضّة مجلوةٍ ... أوفى عليها صولجان من ذهب
أهلاً بفجر قد نضا ثوب الدجى ... كالسيف جرد من سواد قراب
نثر السحاب على الغصون ذرارة ... أهدت لها نوراً يروق ونوراً
شابت ذوائبها فعدن كأنها ... أجفان عين تحمل الكافورا
رب جنين من جنى نمير ... مهتّك الأستار والضمير