فلم نر شيئاً كان أحسن منظراً ... من الروض يجري دمعه وهو يضحك
أما ترى قضب الأشجار قد لبست ... أنوارها تتثنى بين جلاّس
منظومة كسموط الدرّ لابسةً ... حسناً يبيح دم العنقود للحاسي
وغرّدت خطباء الطير ساجعة ... على منابر من ورد ومن آسٍ
أصبيحة النيروز خير صبيحة ... حيّت بها الأنواء والأنوار
فبكل شعب روضة معطار ... تفتر عنها ديمة مدرار
ماست بها الأفنان في أسحارها ... نشوى فماست تحتها الأشجار
وتبرّجت أزهارها وتبلّجت ... فكأنما أزهارها أبصار
ومطهّم طرف العنان معوّدٍ ... خوض المهالك كلّ يوم براز
وإذا توغّل في ذرى متمنّع ... صعب بعيد العهد بالمجتاز
تركت سنابكه بصمّ صخوره ... أثراً يلوح كنقش صدر البازي
بعثت إليك ضحى المهرجا ... ن بمعشوقة العرف والمنظرِ