ابْن أَحْمد بن مُوسَى قَالَ حَدثنَا هِشَام بن خَالِد قَالَ حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ حَدثنَا سعيد بن عبد الْعَزِيز بِأَن هِشَام بن عبد الْملك قضى عَن الزهرى سَبْعَة آلَاف دِينَار وَقَالَ هِشَام للزهرى لَا تعد لمثلهَا فَقَالَ الزهرى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَدَّثَنى سعيد بن الْمسيب عَن أَبى هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (لَا يلسع الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ)
وَقَالَ ابْن سَلام كَانَ أَبُو عزة شَاعِرًا مملقا ذَا عِيَال فَأسر يَوْم بدر كَافِرًا فَقَالَ يَا رَسُول الله إنى ذُو عيالٍ وحاجة عرفتها فَامْنُنْ على فَقَالَ على أَلا تعين على يُرِيد يشْغلهُ فعاهده فَأَطْلقهُ فَقَالَ
(أَلا أبلغا عَنى النبى مُحَمَّدًا ... فَإنَّك حقٌ والمليك حميد)
(وَأَنت امرؤٌ تَدْعُو إِلَى الْحق وَالْهدى ... عَلَيْك من الله الْكَرِيم شَهِيد)
(وَأَنت امرؤٌ بوئت فِينَا مباءةً ... لَهَا دَرَجَات سهلة وصعود)
(وَإنَّك من حارتبه لمحاربٌ ... شقىٌ وَمن سالمته لسَعِيد)
(وَلَكِن إِذا ذكرت بَدْرًا وَأَهْلهَا ... تأوب منى حسرةٌ وتعود)
فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد دَعَاهُ صَفْوَان بن أُميَّة بن خلف الجمحى وَهُوَ سيدهم إِلَى الْخُرُوج فَقَالَ إِن مُحَمَّدًا قد من على وعاهدته أَلا أعين عَلَيْهِ فَلم يزل بِهِ وَكَانَ مُحْتَاجا فأطمعه والمحتاج يطْمع فَخرج فَسَار فِي بنى كنَانَة فحرضهم فَقَالَ
(أيا بنى عبد منَاف الرزام ... أَنْتُم حماة وأبوكم حام)