أَحْمد الله حمد الشَّاكِرِينَ وَأشْهد بوحدانيته شَهَادَة العارفين وَأقر بإحسانه فِي إِيضَاح السَّبِيل وَإِقَامَة الدَّلِيل وتوكيد الْحجَّة وتبيين المحجة إِقْرَار الخاضعين
وأثني عَلَيْهِ بسالف نعْمَته وفارط منته فِي مثل ضربه وَمِثَال نَصبه لينتهى إِلَيْهِ الْعَارِف فيرشد ويهتدى بهديه فيتسدد ثَنَاء المخلصين
وَدلّ على فَضِيلَة ذَلِك فِي مُحكم بَيَانه ومنزل فرقانه فَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ {يَا أَيهَا النَّاس ضرب مثل فَاسْتَمعُوا لَهُ} وَقَالَ {وَضرب الله مثلا قَرْيَة كَانَت آمِنَة مطمئنة} وَقَالَ {وَيضْرب الله الْأَمْثَال للنَّاس لَعَلَّهُم يتذكرون} وَقَالَ {ضرب الله مثلا عبدا مَمْلُوكا} وَقَالَ {إِن الله لَا يستحيي أَن يضْرب مثلا مَا بعوضة فَمَا فَوْقهَا} وَقَالَ {وَضرب الله مثلا رجلَيْنِ أَحدهمَا أبكم} إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أَشَارَ بِهِ إِلَى مَنَافِع الْأَمْثَال فِي متصرفاتها وَحسن مواقعها فِي جهاتها
وَنحن نسْأَل الله أَن ينفعنا بهَا كَمَا وقفنا عَلَيْهَا ويقيض لنا عائدتها كَمَا رزقنا مَعْرفَتهَا وَأَن يُصَلِّي على رَسُوله الَّذِي جعله وَاسِطَة بَينه وبيننا فِيهَا وَفِيمَا يهدينا وَيَأْخُذ بِأَيْدِينَا مِنْهَا ثمَّ من سَائِر آيَاته المحكمات وحججه