(يحوذهن وَله حوذى ... )
وَمِنْه يُقَال استحوذ عَلَيْهِ الشَّيْطَان إِذا علاهُ وغلبه والأحوزى بالزاى من قَوْلهم حَاز الشىء يحوزه إِذا جمعه كَأَنَّهُ جمع الْجد والتشمير فِي أمره وَلم يجىء وَحده بِالْكَسْرِ إِلَّا فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع نَسِيج وَحده وجحيش وَحده وعيير تَصْغِير عير وَهُوَ الْحمار الذّكر وَأَصله أَنه لَا يكون فِي قطيعٍ عيران
وجحيش تَصْغِير جحش وَذَلِكَ أَن أمه إِذا وَلدته سترته عَن العير وَرَاء أكمة لِأَنَّهُ إِذا علم أَنَّهَا ولدت ذكرا استل خصيتيه فَرُبمَا مَاتَ فَلَا يزَال مُنْفَردا حَتَّى يشْتَد فإمَّا أَن يقتل العير فيتفرد بالقطيع وَإِمَّا أَن يقْتله العير إِذا ظفر بِهِ فَجعل مثلا لكل متفرد بصناعة لَا شَبيه لَهُ فِيهَا وتصغير الجحيش والعيير بِمَعْنى التكثير وَقد استقصينا ذَلِك فِي شرح الفصيح
1729 - قَوْلهم النشيد مَعَ المسرة
يضْرب مثلا للشىء يطْلب فِي غير حِينه
والمثل للشنفرى وأسره بَنو سلامان وَأَرَادُوا قَتله فقالواله أنشدنا فَقَالَ النشيد مَعَ المسرة وَكَانَ حلف ليقْتلن مِنْهُم مائَة فَقتل تِسْعَة وَتِسْعين رجلا ثمَّ أسروه وقتلوه فَمر بِهِ رجلٌ مِنْهُم فَضرب هامته بِرجلِهِ فطارت مِنْهَا قطعةٌ فعقرت قدمه فَمَاتَ وَكَانَ تَتِمَّة الْمِائَة