حَدثا لوذعياً خراجاً ولاجاً فوفدوه على خطارٍ مِنْهُم بِهِ فَقدم معبدٌ الْحيرَة متنكراً فَنزل على رجل من بنى القليب بن عَمْرو بن تَمِيم وَكَانَ من صنائع الْملك وَقد أوطن الْحيرَة وتنأ بهَا فأطلعه طلع أمره فَقَالَ لَهُ القليبى إِنَّك قد هجمت على خطرٍ عَظِيم فتأن وقلب ظهر أَمرك لبطنه وَلَا تقدم إقدام المغرر فَإِن الْأُمُور يكْشف بَعْضهَا عَن بعض وَالْحَاجة تفتق الْحِيلَة وَمَعَ يَوْمك غدك وللملوك طيرةٌ تراشى وصبواتٌ تحذر وَإِنَّمَا هُوَ كالنار المشتعلة بمختلف الرّيح العاصف فَإِن لَا تتأن لَهَا يحرقك لهبها وَإنَّك من الْملك بَين نطرة رأفة أَو بطشة نقمة فَكُن كواطئ المزلة وَليكن لَك مطيتان الصَّبْر والحذر فَإِن الصَّبْر يبلغك والحذر ينجيك على أَن للمستشار حيرة فأمهل الرأى يغب فَبَاتَ معبدٌ ليلته عِنْده فَلَمَّا أصبح قَالَ لَهُ يَا معبد إِن وثقت من نَفسك بِلِسَان عضبٍ وجنان ندب فأقدم وَإِن خفت خذلان بيانك وانخزال جنانك فالفرار بقرابٍ أَكيس فَقَالَ معبد إنى لأرجو أَلا أبعل بمقال وَلَا ارْتَدَّ عَن مجَال والإقدام على المرهوب وَالظفر بالمطلوب فَقَالَ لَهُ القليبى إِن الْملك غادٍ إِلَى الصَّيْد فاعترضه كَأَنَّك قادمٌ من سفر وَلَا يعلمن بأنك دخلت الْحيرَة وَلَا لقِيت أحدا من أَهلهَا فالقه وَلَا تخضع خضوع الضارع وَلَا تقدمن