حسن فَإِذا جَاوز المقداركان عَجزا والشجاعة حَسَنَة فَإِذا جَاوَزت الْمِقْدَار كَانَ تهوراً والبذل حسن فَإِذا جَاوز الْمِقْدَار كَانَ تضييعا وَالْقَصْد حسن فَإذْ جَاوز الْمِقْدَار كَانَ بخلا وَالْكَلَام حسن فَإِذا جَاوز الْمِقْدَار كَانَ إهذاراً والصمت حسن فَإِذا جَاوز الْمِقْدَار كَانَ عياً
وَقَالَ بعض الاعراب إِنَّمَا جعلت لَك أذنان ولسان وَاحِد ليَكُون استماعك ضعْفي كلامك
وَمن أمثالهم فِي حفظ اللِّسَان قَوْلهم (أَحَق شَيْء بسجن لِسَان) وَمَعْنَاهُ أَحَق مَا يَنْبَغِي أَن يمْنَع من الانبعاث فِي الْبَاطِل للسان لَان زلته مهلكة وَمن حق مَا يهْلك إرْسَاله أَن يزم
والسجن بِالْفَتْح مصدر سجنت سجنا
والمحبس السجْن
وقرىء السجْن أحب إِلَيّ بِالْفَتْح وَالْكَسْر
وَمن أول مَا روى فى حفظ اللِّسَان قَول امرىء الْقَيْس
(إِذا الْمَرْء لم يخزن عَلَيْهِ لِسَانه ... فَلَيْسَ على شَيْء سواهُ بخزان)
وَقَالَ الْمُحدث إِنَّمَا السَّالِم من ألْجم فَاه بلجام
وَأخذ أَبُو الاسود لفظ الْمثل فَقَالَ
(لعمرك مَا شَيْء عرفت مَكَانَهُ ... أَحَق بسجن من لِسَان مذلل)
وَقَالُوا من عَلَامَات الْعَاقِل أَن يكون عَالما بِأَهْل زَمَانه حَافِظًا لِلِسَانِهِ مُقبلا على شانه