واحتجوا لذلك بأن المكّي قد يؤخر عن المدني في السور، وليس هذا مثل ذلك، وليس في تقديم السور وتأخيرها شيء من الإلباس، بخلاف الآيات (?).
قال (?) الزمخشري (?): فإن قلت: كيف نسخت الآية المتقدمة المتأخرة؟
قلت: قد تكون الآية متقدمة في التلاوة، وهي متأخرة في التنزيل، كقوله تعالى:
سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ .. (?) مع قوله: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ (?) (?).
والذي قال غير صحيح، بل التلاوة على ترتيب التنزيل، وقد تقدم (أنّ) (?) قوله عزّ وجلّ: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (?) نزل بعد قوله (?) ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها (?) أي: دم على ذلك، وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (?).