قلنا في الحديث السابق: «ما أنا عليه وأصحابي» هذا الفهم الخاص هو الذي يفيد المؤمنين فهو الذي يخلصهم من هذا الذل الذي أصابهم وران عليهم.
لما وجدت هذه الصحوة بدأنا منذ عهد قريب جدًا نسمع ممن كنا لا نسمع منهم من قبل كلمة الكتاب والسنة، وإنما كنا نسمع منهم كلمة الإسلام والدين وكلمات عامة، أما الرجوع إلى الكتاب والسنة فأصبحت ممكن أن أقول: موضة العصر الحاضر، أي: إن بعض الجماعات التي لا تتبنى الإسلام دينًا لها وسياسةً لها وإلى آخره يقولون: نحن على الكتاب والسنة، ولكنك لو نظرت إليهم في أعمالهم وأقوالهم وعقائدهم لوجدتهم أبعد الناس عن الكتاب والسنة؛ لأنهم ليس عندهم من معرفة بالكتاب والسنة إلا ما يشترك معهم عامة الناس، أما أن يكون عندهم علم تفصيلي أولًا بالخلافات التي توارثناها في هذه القرون الطويلة، ثم معرفة الراجح من المرجوح من هذه الموروثات، فهذا الواقع لا نكاد نجد أحدًا من هذه الجماعات من يقوم بتحقيق ذلك إلا من ينتمي إلى أهل الحديث وإلى أهل السلف، ولذلك ففاقد الشيء لا يعطيه.
إذا كان كل جماعة الآن تدعي أنها على الكتاب والسنة لماذا؟ لأنه صار معروفًا عند جميع المسلمين أن الدعوة إلى الكتاب والسنة هو الإسلام، فلم يعد يتمكن أحد من الدعاة مهما كان اقترابه أو ابتعاده عن منهج الكتاب والسنة أن يغض النظر عن الدعوة إلى الكتاب والسنة، فإذا ما ادعى مدعون أنهم على الكتاب والسنة قلنا لهم: ذلك ما نبغي أولًا وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ثانيًا.
ونحن في حدود ما علمنا واطلعنا من الجماعات الموجودة اليوم على وجه الأرض لا نجد من يحاول الاقتراب من الكتاب والسنة إلا الذين إما أن يطلق