عليهم اسم أهل الحديث، أو اسم أنصار السنة في بعض البلاد، أو السلفيين في بلاد أخرى، أو أهل الحديث في بعض أخرى وهكذا.
أما الذين ينتمون إلى جماعات أخرى لا يتردد على ألسنتهم الاستدلال بالكتاب والسنة في كل شؤون حياتهم الذاتية الشخصية أو العامة أو الفكرية أو السياسية أو نحو ذلك، ما نجد عندهم من يدندن دائمًا حول الكتاب والسنة إلا كلمة الكتاب والسنة، نحن معكم على الكتاب والسنة! لكن هاتوا ما عندكم من دليل على أنكم على الكتاب والسنة، فلا ... جوابًا.
إن بين أيدينا الآن مثالًا قريب العهد ومؤسفًا في وقت واحد: هذا الغزالي المصري، هو لا يتبرأ من الكتاب والسنة، ولا يقول أنا لا أدعو إلى الكتاب والسنة؛ لأنه لو قال ذلك انفضح أمره وانكشفت سريرته، فهو يقول على الكتاب والسنة، لكن الكتاب والسنة ما هو عنده، إن كان من السنة فهو السنة ما صح عنده في منظاره الشخصي العقلي وليس ما صح عند علماء الحديث الذين كرسوا حياتهم طيلة هذه القرون الطويلة لمعرفة السنة الصحيحة من الضعيفة، كل هذه الجهود في كل هذه القرون مثل هذا الإنسان وأمثاله كثيرون مع الأسف الشديد، لا يقيم لهذه الجهود وزنًا! كل ما في الأمر الحديث الذي يوافق هواه أو منطقه أو ثقافته فهو صحيح، وما خالف ذلك فهو الضعيف ولو أخرجه البخاري ومسلم .. ولو اتفقت الأمة على تلقي هذا الحديث بالقبول! مثل هذا النوع كمثال لا يقول: أنا لست على الكتاب والسنة ولكن الكتاب والسنة بريئان منه؛ لأن السنة عنده تبعًا لهواه، والقرآن يفسره أيضًا تبعًا لهواه، الفرق عنده أن القرآن لا يجرؤ أن يقول هذا لا يصح، لكن يقول: هذا الفهم لا يصح، بينما هذا الفهم هو الذي جاءنا عن الصحابة وعن السلف، أما الحديث فما أجرأه على الإنكار لأنه أهون وأخف ... عنده لهدم السنة أن يقول كما يقول غيره كثيرون من الدعاة زعموا: هذا حديث آحاد، وحديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، ولذلك ترد بهذا