والتقيت به.
والحقيقة أنك من النادر أن ترى رجلاً أعجمياً في إتقانه للغة العربية، ما تأتي مناسبة وهو يتكلم بالعربية الفصحى إلا وينزع إلى شعر، ولكن لكنة بينة فيه، غرضي من هذا الوصف له مع أنه في هذه المثابة من المعرفة باللغة العربية جرى نقاش بيني وبينه حول الاجتهاد والتقليد .. حول اتباع الكتاب والسنة وعدم التمسك بالمذهب، كان هو بالطبع يدعو إلى ضرورة التمسك بالمذهب؛ لأنه هو هناك بالطبع سمع عني أني منحرف عن المذهب الحنفي وربما سمع أشياء أخرى أنه مجتهد أو ما شابه ذلك، فجرى نقاش بيني وبينه، وفي اعتقادي لن تجد مثيله في هذه الثقافة في هذه الأيام التي أنت زرت ألبانيا فيها.
فاسمع الآن ما جرى بيني وبينه: بعد الدخول في تفاصيل الاجتهاد والتقليد والاتباع ما بين الاجتهاد والتقليد إلى آخره، أنا احتججت عليه في رد ما جاء في حاشية ابن عابدين وهذا من كتب عالم من العلماء المتأخرين عندهم ومن الكتب المعتمدة لديهم، جاء في هذا الكتاب بأن باب الاجتهاد أغلق من القرن الرابع فهو يحتج بهذه العبارة، قلت له: لكني أنا أجد في علماء الحنفية من اجتهد، فدهش حينما سمع هذه الدعوة، قال: مثل من؟ قلت مثل ابن الهمام، قال: كيف؟ قلت له: أنت تعلم أن الحنفية يقولون بوجوب - أنا الآن أشك إما قلت: الحنفية يقولون بوجوب الوتر أو بوجوب القنوت في الوتر - وابن الهمام خالف ذلك وقال: لا دليل على الوجوب إنما هو سنة، قلت: هذا هو الاجتهاد، قال: أين هذا؟ قلت: في كتابه المشهور في فتح القدير.