وهذه الأوامر يفصل من هذا التنظيم، ويعتبر إنسان منبوذ ويطلق عليه بعض الأحاديث: «من مات وليس في عنقه بيعة»، «وعليكم بالجماعة، ومن شذ شذ في النار»، «ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني»، وهذا الأمر أحدث بلبلة في وسط الشباب المسلم، وقبيل مجيئنا إلى المملكة العربية السعودية لأداء هذه الشعيرة، تحدث أحد الإخوان عن هذه الأمور، وما كان إلا أن جوبه بالفصل من هذا التنظيم، فما هو الرد؟
الجواب: جوابي أن هذا التنظيم من بعض السلفيين تقليد منهم أولاً لبعض الجماعات الإسلامية القديمة التي سبقت في هذا المضمار دون أن تتقدم شيئاً يذكر في سبيل تحقيق ما يعلنون منه من محاولة إصلاح المجتمع الإسلامي، وإقامة الدولة المسلمة، من أجل ذلك نحن ننكر هذه التنظيمات؛ لأنها ليست كالتنظيمات التي جرى عليها المسلمون طيلة هذه القرون التي تقوم على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أساس تعلم العلم النافع والتوجيه إلى العمل الصالح، بل كما جاء في هذا السؤال المفصل من الأمثلة التي تفرض على المنتمين إلى هذه الجماعة الطاعة العمياء ولو في معصية الله تبارك وتعالى، ويكفي في ذلك أنهم جعلوا هذا الأمير الذي نصب على هذه الجماعة، كما لو كان خليفة المسلمين، فيجب إطاعته في كل شيء يأمر به، ما لم يأمر بمعصية الله، فالخطأ في هذا كما سمعتم أنهم حملوا قوله عليه السلام: «من أطاع أميري فقد أطاع الله» فكأن لسان حالهم يقول إن هذا الأمير لهذه الجماعة هو أمير رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولكل جماعة أخرى لهم أمير، أيضاً هذا الأمير هو كأنه أمير رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -،