الشيخ: ما أدري أولئك المشايخ سمعوا هذا الكلام والا لا؟
الملقي: أخشى أن لا يكونوا قد سمعو
الشيخ: هو كذلك، فأنا جاءني خطابات كثيرة جداً، هم يفهمون هكذا، بعضهم قال لي: أنت متأثر بالدعاية ضد السعوديين، أعوذ بالله، الشاهد: فلما وقعت الواقعة وجرى القتال حينئذٍ وجدت نفسي مضطراً أن لا أجمد على ذاك الأمر السابق وقد وقعت الواقعة، فقلت: الآن يجب مناصرة لا حزب البعث، ولا صدام في شخصه، وإنما مساعدة الشعب العراقي ضد هؤلاء الغزاة، صحيح أن العراق كان باغياً ظالماً باعتدائه على الكويت، لكن الآن المشكلة تطورت، بحيث أنه جاء الأمريكان من آخر الدنيا لصالح المسلمين -حاشا لله-، فلذلك يجب مناصرة العراق، ولكن مع ذلك كنت عملياً لم أكن خيالياً، لا يجوز لكم كأفراد أن تناصروا العراق، لا بد من دول أن تناصر العراق بما عندها من قوة ومن سلاح ومن جيش منظم وإلى آخره، حتى الجزائريين كانوا يسألوننا فأقول لهم: يجب مناصرة العراق، لكن ليس كأفراد وإنما كدولة، وطالماً سئلت وكان هكذا جوابي. فقلنا إن استعانة السعوديين وتصريح المشايخ لهم، يعني منزلتهم في نفسي بجواز الاستعانة أنا قلت إنه هؤلاء كهؤلاء الذين كانوا عندنا، يندفعون وراء عواطفهم ولا يحكمون شريعة الله -عز وجل-، ولا يحكمون أقوال العلماء الذين فهموا هذه الشريعة، وحسبهم انحرافاً أنهم جاؤوا إلى الحديث المشهور، وهو قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إنا لن نستعين بمشرك»، وصل رأي بعضهم أن يقول: إنه هذا منسوخ، ما الذي نسخه؟ حوادث جزئية لا يوجد فيها ما يشبه استعانتهم