جعفر الطحاوي من سند جديد قوة لذاك الحديث الذي يأتي بسند ضعيف، أو نجد فيه بعض المتابعات كما يقال في علم المصطلح.

الشاهد: فهذا كتاب جديد لمن يريد أن يشتغل بالسنة، وجدت فيه حديثاً سبقت الإشارة إليه آنفاً أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في إحدى الغزوات ولعلها غزوة الأحزاب، أم أحد؟ أحد، في غزوة أحد ذهب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما يقول الحديث والعهدة على الراوي، ذهب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى اليهود وقال لهم: نحن أهل كتاب وأنتم أهل كتاب، فينبغي أن يعين بعضنا بعضاً، وطلب منهم عليه السلام الإعانة، فهذا الحديث قد يستغل في المشكلة التي وقعت بين السعودية التي استعانت بالكفار فيستدلون به على جواز الاستعانة ويحاولون أن يدوروا على الحديث الصحيح المتفق على صحته والمروي من طرق عديدة، ليس فقط عند نفس أبي جعفر، بل وفي كتب السنة المشهورة ومنها صحيح الإمام مسلم، حيث أن فيه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في غزوة من غزواته جاءه رجل مشرك فطلب منه أن يقاتل معه المشركين، قال له عليه السلام: هل أسلمت؟ قال: لا، قال: «إنا لن نستعين بمشرك» والحديث له تتمة نكتفي الآن بهذا المقدار، إنا لن نستعين بمشرك، هذا نص صريح بعدم الاستعانة بالمشرك على مقاتلة المشركين الذين يتوجه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى قتالهم، فلما وقعت هذه الواقعة المؤسفة لفوا وداروا على هذا الحديث الصحيح فتأولوه بتآويل كثيرة، وإنما استندوا على روايات لا تدل لا من قريب ولا من بعيد على هذا النوع من الاستعانة كما يدل حديث أبي جعفر الطحاوي، لأن تلك الاستعانات التي يطلقون عليها لفظة الاستعانة ليست

طور بواسطة نورين ميديا © 2015