فيقول الرسول عليه السلام: إذا فعلتم هذه المعاصي وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم، الجهاد مع الأسف قد ترك منذ عشرات السنين، فلماذا الآن نؤخذ نحن بكلمات تعلن في بعض الجرائد أو الإذاعات أنه رفعت راية الجهاد، أين يا جماعة راية الجهاد؟ راية الجهاد تستلزم توبة المجاهدين إلى الله عز وجل عن هذه المعاصي فضلاً عن الكبائر، وأن يمضي عليهم زمن طويل يربون على طاعة الله على اتباع كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم بعد ذلك يمكن أن تتهيأ النفوس حقاً للجهاد في سبيل الله عز وجل، فمن العجب العجاب مما يؤكد لنا قوله عليه السلام السابق: عقولهم هباء، نجد ناساً لا يقومون بواجب الجهاد في نفوسهم في أهليهم، مع ذلك يريدون أن يجاهدوا مع العراق مع السعودية مع الكويت، الذين يريدون أن يجاهدوا ينبغي عليهم أن يتذكروا معنا قول عليه الصلاة والسلام: «المجاهد من جاهد هواه لله» ومجاهدة هوى النفس ليست هي مجرد دعوة أني أريد أقاتل وأريد أجاهد في سبيل الله، وإنما هي حياة يعيشها الإنسان في طاعة الله عز وجل، ويجاهد هوى النفس، سواء كان ضد نفسه أو ضد زوجه أو ضد ولده أو ضد ابنته، هذا هو الجهاد، ومن هنا قال بعض المعاصرين في هذا الزمان كلمة تعجبني وأكررها كثيراً وكثيراً جداً، لأنها كأنها من وحي السماء، وبهذه الكلمة أختم موعظتي هذه لتتأملوا فيها وفيما مضى من البيان والحقائق: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم.

فقبل أن يقيم المسلمون أحكام الإسلام في نفوسهم فلن يستطيعوا أن يقيموها على أرضهم، فإذا كنا صادقين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015