مخالفتنا لشريعة ربنا، إنه ضرب عليه الصلاة والسلام بعض الأمثلة في هذا الحديث الصحيح من المخالفات الشرعية وهي لا تزال قائمة ضاربة أطنابها بين المسلمين، ومع هذه المصائب التي وقعت فلا نجد رجوعاً من المسلمين إلى رب العالمين حتى يعزهم ويعيد إليهم مجدهم الغابر.
«إذا تبايعتم بالعينة» العينة ولا أريد تفصيل القول نوع من أنواع البيوع المحرمة الربوية، وهذا قد يختلف فيه أنظار بعض العلماء، ولكن أكل الربا المكشوف اليوم هذا أمر لا يختلف فيه اثنان، ولا ينتطح فيه عنزان، فهل تاب المسلمون من هذه المعصية الكبيرة؟ إذا كان الرسول عليه السلام يقول: إذا تبايعتم بالعينة. أليس هذا من باب أولى أن يقول لنا: إذا أكلتم الربا، وقد قال في الحديث الصحيح: «لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه» فمن باب أولى أن يكون من أسباب ضرب الذل على المسلمين بتسليط اليهود عليهم وعدم استطاعة دولة من هذه الدولة التي تريد أو يريد أن يقاتل بعضهم بعضاً، أليس هذا بسب ارتكابنا لكثير من الموبقات والمعاصي هي أخطر من بيع العينة؟ لا شك ولا ريب، لذلك أقول: إن الرسول عليه السلام إذا ضرب مثلاً سهلاً فمن باب أولى أن المصيبة تحل بالمسلمين إذا ارتكبوا من المعاصي ما هي أكبر من بيع العينة.
فتابع الرسول عليه السلام قوله: «وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع» وكل من العبارتين كناية عن انكباب المسلمين على الدنيا ونسيانهم الآخرة وارتكابهم كل سبيل للوصول إلى حطام الدنيا لا يسألون أن هذا سبيل حرام أم حلال،