تلك الفرق كلها.
هذا ولو لم يقع مثل هذه الفتنة الكبيرة، فما بالنا ونحن الآن في مثل هذه المصيبة العظيمة، لقد جاء في بعض تلك الأحاديث أحاديث الفتن: إذا كان ذلك قال عليه السلام: «فكونوا أحلاس بيوتكم»، أي: لا تنضموا إلى طائفة من الطائفتين المتقاتلتين، وهنا عبرة، وهي: أن من الحماقة بمكان أن يفكر بعض الأفراد من المسلمين أنهم بتحمسهم وانتمائهم إلى دولة من الدولتين المتنازعتين أنهم ينصرون دين الله وشريعة الله من الحماقة بمكان لأن الدول العربية أكثرها عدداً وقوة بالنسبة للدول الأخرى ما شعروا بأنفسهم أنهم يستطيعون أن يقطعوا دابر هذه الفتنة إلا بالاستعانة بالكفار، فهل يستطيع الأفراد من المسلمين أن يقضوا على هذه الفتنة بجهودهم الفردية الخاصة، لذلك كان العلاج هو التمسك بقول عليه الصلاة والسلام: «كونوا أحلاس بيوتكم» وأنا أذكر بأن الفتن تعمي بصائر أولي النهى، أولي الأحلام والنهى فضلاً عن عامة الناس، ومن أكبر الأمثلة على ذلك ما وقع في أول الإسلام بين طائفتين مسلمتين، طائفة شرعية وطائفة غير شرعية تظن نفسها أن الحق كان معها، أعني بذلك الطائفة الأولى علي بن أبي طالب الخليفة الراشد، والطائفة الأخرى معاوية بن أبي سفيان، تعلمون هذا الحادث الأليم الذي وقع في ذلك الزمان القديم، فكيف كان موقف الأصحاب الكرام أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام في تلك الفتنة، مع أن الحق مع الخليفة المبايع من المسلمين، وهنا العبرة التي نستطيع أن نستخلصها منها لنستفيد منها في زمننا هذا الذي ليس فيه خليفة مبايع، لقد انقسم أصحاب