الإسلام، وعلى ذلك فبماذا يأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أتباعه من المسلمين في زمن الفتن، هل يأمرهم أن يتعصبوا عصبية جاهلية فهؤلاء مع هذه الدولة، وهؤلاء مع تلك الدولة الأخرى، ليسوا على شيء من التمسك بالكتاب والسنة، بل تجد كثيراً من الذين يتعصبون كثيراً لهؤلاء أو هؤلاء لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، تجد كثيراً ممن يتعصبون لهذه الدولة أو لتلك لا يحافظون على كثير من الأركان الإسلامية وعلى رأسها الصلوات الخمس، مع ذلك يتحمسون فيرفعون من كان في الأمس القريب عندهم كافراً أو شبه كافر، ويضعون من كان في الأمس القريب عندهم هو المثال الصالح من بين حكام المسلمين فيضعونه في أسفل سافلين، كل هذا وذاك إنما هو اتباع منهم للأهواء وللمصالح الشخصية ليس إلا، عقولهم هباء يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء، ما هو العلاج الذي وضعه الرسول عليه السلام لهذه الأمة فيما إذا ألمت بهم مثل هذه المصيبة، بل ودونها أيضاً؟

لقد جاء في حديث حذيفة المعروف في الصحيحين الذي أوله: قال رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، فذكر في آخر هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخبر بأن المسلمين سيتفرقون، وأمر حذيفة رضي الله عنه أن يكون مع الجماعة التي عليهم خليفة، قال: فإن لم يكن خليفة؟ قال: فدع تلك الفرق كلها ولو أن تعض على جذع شجرة، هذا لمجرد أنه وجدت فرق ودويلات ليس عليها حاكم مسلم يقودهم بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال عليه الصلاة والسلام: فإذا لم يكن لهم خليفة فدع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015