الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - تجاه هذا النزاع الذي وقع بين المعسكرين معسكر علي ومعسكر معاوية، فطائفة من أصحاب الرسول كانوا مع علي، وطائفة مع معاوية، وطائفة كانوا حياديين لم ينضموا إلى علي وهو الأحق بالانضمام إليه فضلاً عن أنهم لم ينضموا إلى معاوية وهو كان والياً على الشام كما تعلمون، ولكنه بدا له أن له الحق

في أن يطالب بالثأر بدم عثمان.

الشاهد أن الطائفة الثالثة لم تنضم إلى الخليفة الراشد علي بن أبي طالب لماذا؟ حقناً لدماء المسلمين من جهة، ولأن الحق لم يكن قد اتضح لكثيرين منهم بخلاف بعضهم حينما اتضح له الأمر سارع فانضم إلى علي رضي الله تعالى عنه، ذلك أحد أصحاب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يحضرني اسمه الآن، كان سمع من فم النبي عليه الصلاة والسلام قوله: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية» وكان عمار مع الخليفة علي بن أبي طالب، يقاتل فقتله جماعة معاوية يوم وقع الرجل قتيلاً عرف ذلك الصحابي أن الحق مع علي ابن أبي طالب، فانضم إليه لأنه وجد الحديث انطبق على الواقع، أما نحن اليوم فأين معنا الدليل أن الحق مع المعتدي على الكويت أو مع الذي جلب الكفار إلى بلاد الإسلام؟

كل من يتكلم فيقول: الحق مع هذا أو الحق مع هذا فهو يتكلم بغير علم، والله عز وجل يقول: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36] أنا أقول كما سمعتم: كل من الدولتين مخطئ ولذلك فلا ينبغي أن نتعصب لإحداهما على الأخرى، وإنما نتعصب على الدولتين كلتيهما، ونقول بحق أن كلاً منهما مخالف للشرع، فموقفنا هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015