هذه الأمور من عدم تعظيم الأشخاص، وبالتالي إلى تقليدهم، وحضرنا أيضاً درس: أين الله؟ هو في السماء وكذا وغير ذلك ففرحنا فرحاً شديداً أن تكون هذه البداية القوية التي تبين الولاء والبراء وحقيقة التوحيد.
في رحلتنا صاحبنا أحد الإخوة من البوسنويين يجيد اللغة العربية والكثير منهم يجيدون اللغة العربية تعلمها من منطقتهم اسمها سراييفوا هناك كلية شرعية، فحتى تؤخذ هذه الشحنات التي أردنا أن تصل بسلام إلى أهلها كان لا بد أن نتوثق من هذا الرجل ثم أن نرى أهل القرية وكيف يعيشون ومدى حاجتهم وكيف يفكرون؟
وتعلمون أنه كلما اقتربت منطقة الحرب والخطر كانت هناك توقفات كثيرة، نحن على منطقة الكرواتيين نرى الصليب في أعناقهم ويستفهمون ويستنكرون رحلتنا إلى الداخل، وأما المسلمين هناك فتستطيع أن تميزهم بأن ترى البشاشة في وجوههم إذا رأوك، وكانت الثياب التي نلبسها خير معين في ذلك وأفضل عزة يفتخر بها الإنسان هناك.
الكرواتيون هؤلاء تلاحظ الكراهة في وجوههم لماذا تدخلون؟ هذه الشاحنات المفروض أن تنتقل إلينا ونحن نوزعها بدورنا، وكنا نرفض، لأنها لمساعدة الداخلين كائناً من كانوا ففي كل مرة نتوقف نسأل عن الجوازات وعن السبب في الدخول، وتكاد ترى إما أن يكون في هذه المحطة كلهم من الكرواتيين النصارى أو من الكرواتيين المسلمين، هذا الخلط الموجود كان يجعل الإنسان يستطيع أن يتوقع بأنه قد يرد ببساطة .. أوقف هذه الحملات وهذه الشحنات نحن نعني بها وأن تعودوا أدراجك.