طائفة أخرى ليقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟ سيقع الخلاف بينهم ..

الشاهد الآن موجود مع الأسف الشديد هو أفغانستان .. يوم أن قامت الحرب في أفغانستان كانت أيضاً في سبيل الإسلام والقضاء على الشيوعية فما كادوا يقضون على الشيوعية وحينها الأحزاب كانت قائمة وموجودة ... فإذا بهم ينقلب بعضهم عدواً لبعض، فإذاً: كل من خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلا خُسْرا، وهدي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إذاً في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنما يكون بالدعوة أولاً دعوة التوحيد، ثم تربية هؤلاء المسلمين على أساس الكتاب والسنة.

وحينما نقول نحن إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرتين، إنه لا بد من التصفية والتربية بطبيعة الحال لا نعني بهما أن هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أن يصيروا أمة واحدة وإنما نريد أن نقول: إن من يريد أن يعمل للإسلام حقاً وأن يتخذ الوسائل التي تُمَهِّد له إقامة حكم الله في الأرض لا بد أن يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حكماً وأسلوباً.

لهذا نحن نقول: إن ما يقع سواءً في الجزائر أو في مصر هذا خلاف الإسلام؛ لأن الإسلام يأمر بالتصفية والتربية، أقول التصفية والتربية لسبب يعرفه أهل العلم .. نحن اليوم في القرن الخامس عشر ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة لم نعرف الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام؛ لذلك فالإسلام الذي أتى أكله وثماره في أول أمره هو الذي سيؤتي أيضاً أكله وثماره في آخر أمره كما قال عليه الصلاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015