والسلام: «أمتي كالمطر لا يُدْرَى الخير في أوله أم في آخره» فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول عليه السلام في هذا الحديث، وفي الحديث الآخر الذي هو منه أشهر: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن نصبح والملايين المملينة من المسلمين قد تبنوا الإسلام مصفىً وربوا أنفسهم على هذا الإسلام المصفى، لكننا نريد لهؤلاء الذين يهتمون حقاً أولاً بتربية نفوسهم .. ثم بتربية من يلوذ بهم ثم ثم، لا يصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلا بهذا التسلسل الشرعي المنطقي.

بهذا ... كنا أن نجيب بأن هذه الثورات وهذه الخلافات التي تقام حتى الجهاد الأفغاني كنا نحن غير مؤيدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب والآن الذي يحكم والذي قاموا ضده معروف بأنه من رجال الصوفية مثلاً، فالقصد أن من أدلة القرآن الكريم أن الاختلاف ضعف حيث أن الله عز وجل ذكر من أسباب الفشل هو التنازع والاختلاف: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32] إذاً: إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأن هذا التشيع وهذا التفرق إنما هو دليل الضعف.

إذاً: على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تتمثل بكلمة أعتبرها من حكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، ولكن أتباعه غير تابعون له ألا وهي قوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم، فنحن نشاهد أن لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات بل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015