الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الإُلهية أو العبادة وتوحيد الأسماء والصفات، لكن الشهادة الثانية وهي أن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، تستلزم أولاً الفهم الصحيح لرسالة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم العملُ بها، كما جاء في قصة غزو أبو بكر الصديق ومحاربتهِ لجماعة أهل الردة وايش اسمه هذا مدعى النبوة.

مداخلة: مسيلمة.

الشيخ: مسيلمة الكذاب، كان هناك وقفة من بعض الصحابة أن هؤلاء فيهم من يشهد أن لا إله إلا الله، فكيف تقاتلهم والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال في الحديث الصحيح كما تعلمون «أمرتُ أن أقاتلَ الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله فإذا قالوها، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»، فناقش أبا بكر الصديق، كيف تقاتلهم وهم يشهدون، فذكرهُ بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال إلا بحقها، ومن حق هذه الشهادة القيام بمتطلباتها من الأركان ومنها إعطاء الزكاة وبذلك انشرحَ قلب عمر لهذهِ اللفتة التي لفت أبو بكر نظرهُ واتفقوا والحمد لله جميعاً على مقاتلة أهل الردة ونصرهم الله عز وجل، فإذاً من مقتضيات هذه الشهادة هو أن نفهم أن من لوازم الإيمان العمل بأركان الإسلام بل وبكل فضيلة جاء بها الإسلام، وذلك العمل الصالح هو الذي يغذي الإيمان ويقويهِ والعكس بالعكس تماماً، وبهذا فذاك المذهب الذي يقول بأن الأعمال الصالحة لا تدخل في مسمى الإيمان يكون من آثارهِ عدم الاهتمام بالأعمال الصالحة، ولذلك فحث للمسلمين على العناية بالأعمال الصالحة يبدأ من شرح الإيمان الصحيح أنه قولٌ وعمل وأنه يزيد وينقص وليس فقط بقول بـ لا لإله إلا الله محمداً رسول الله، مع الإقرار بها، ثم الأعمال الصالحة هذه أمور واجبة ليس لها علاقة في مسمى الإيمان، ولذلك قبل كل شيء يجب على الدعاة الإسلاميين أن يربطوا الأعمال الصالحة بالعقيدة، وأُس هذه العقيدة ألا وهو الإيمان، وان الأعمال الصالحة هي من مسمى الإيمان، وهذا بحثٌ قام بشرحهِ وتفصيل الكلام فيه أهل العلمِ وبخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ الله في كتابهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015