المعروف بهذا الاسم "الإيمان", فربُنا عز وجل حينما يذكر الإيمان يقرنهُ دائماً وأبداً بالعمل الصالح وأشهر سورة في ذلك هي سورة العصر: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر: 1 - 3]، فهكذا يجب أن يدندنَ الدعاة دائماً وأبداً إلى دعوة المسلمينَ إلى أن يعملوا وألا يقتصروا على معرفتهم للتوحيد وللعقيدة الصحيحة إن كان هناك فعلاً قد عرف المكلفون جميعا العقيدة الصحيحة لأن في الواقع لا تقتصر على معرفة التوحيد بأقسامهِ الثلاثة كما ذكرنا، بأن يجب أن يضم إلى ذلك كل ما جاءَ في الكتاب والسنة، وقد نجد كثيراً من الناس ممن لا علم عندهم ينكرون كثيراً من الحقائق الشرعية الغيبية وهم موحدون يشهدون بأن لا إله إلا الله بالمعنى الصحيح ولكن لجلهم قد ينكرون أشياءَ هي ثابتة في الكتاب والسنة خاصة في هذا العصر الحاضر، عصر الفتن، عصر رجوع الفرق الإسلامية بأثقالها، ولو كانت بعيدةً عن أسمائها، فكالقدرية مثلاً، والمعتزلة هم الآن أفكارهم سائدة ومسيطرة على كثير من المسلمين، وإن كانت ليس باسم الاعتزال واسم القدرية ونحو ذلك، ويجب أن نذكر هؤلاء الذين يعملون العمل متواكدون على الإيمان الذي وقر في القلب بزعمهم أن يذكروا بالحقيقة السابقة أن الإيمان يزيد بالعمل الصالح زائد أن يحذروا من نتيجة الإهمال للقيام بما فرض الله عز وجل من العبادات فمثل قولهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - في الأمر بالصلاة يبن الرجل وبين الكفر ترك الصلاة فقد كفر، وقولهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهبُ النهبةَ وهو مؤمن وهكذا، يجب أن يذكروا بالأحاديث التي تأمر المسلمين بما فرض الله عليهم وبالأحاديث التي تحذرهم من أن يواقعوا ما نهاهم الله عنه تبارك وتعالى، لذلك مثلاً ما نراه في كثيرٍ من البلاد سواءً كانت من الطبقة العليا وفيها الخير كثير فضلاً عمن دونها من تبرج النساء وخروجهن عن الآداب الإسلامية الواجبة، فمثل قولهِ عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «صنفان من الناس لم أرهما بعد، رجالٌ
بأيدهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة إلعنوهن فإنهن