مسلم: «سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا أنتم الصلاة في وقتها، ثم صلوها معهم، فإنها تكون لكم نافلة».
وفي الحديث الآخر - وهو أهم وأشمل وأعظم - قال في الأئمة: «يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم».
ماذا يهم الإنسان وهو يصلي وراء المبتدع يصلي على السنة وإلا يخالفها؟ إن أصاب فله ولنا، وإن أخطأ فعليه ولنا، فنحن على كل حال كسبانين مثل المنشار واحد طالع نازل، إن صلينا وراء إمام سني فلنا، وإن صلينا وراء إمام بدعي فلنا، لكن بدعته عليه ولا يلحقنا من إثمها شيء، نكرر هذا دائماً وأبداً بالنسبة للاقتداء بالأئمة هؤلاء.
فهذه أيضاً مسالة طالما كررناها وذكرنا أن المطلوب من كل مسلم أن يبتعد عملاً عن الصلاة في المساجد المزخرفة والممتلئة بالبدع، ولكن صدق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حيث قال: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً» أصبحت المساجد اليوم نادراً ما تجد فيها مسجداً ليس فيه بدعة، أو ليس فيه من الزخارف التي يتقربون - زعموا - بها إلى الله تبارك وتعالى.
لو كان هناك مساجد من النوعين لقلنا لا تصلوا في هذه المساجد التي فيها هذه الزخارف، وفيها هذه البدع فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أنه دخل مسجداً ليصلي صلاة الظهر، وإذا به يفاجأ بإنسان يقول بعد الأذان ينادي ويصيح ويقول: الصلاة الصلاة، فقال لصاحبه: اخرج من هذا المسجد فإن فيه بدعة.
نحن لو أردنا أن نفعل فعل ابن عمر للزمنا البيوت، للزمنا الدور؛ لأنه لا يكاد