مسجد إلا وفيه من الزخارف يكفي البسط هذه السجاجيد وما فيها من صور أحياناً فيها صور محرمة، إما أن تكون صورة محرمة فرس أو نحو ذلك أسد، أو يكون صلبان أو ما شابه ذلك، فلا يكاد مسجد إلا وفيه ما يلهي، لكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض، إذا دار الأمر بين أن أصلي فرادى في البيوت وبين أن نصلي في المساجد المزخرفة والتي يؤمها الأئمة المبتدعة، فحينئذ ندفع الشر الأكبر بالشر الأصغر لا سيما أنه هذا الشر الأكبر لسنا نحن يعني: مكلفين فيه أو صدر منا، وإنما يصدر من غيرنا.

إذا تأخرنا عن صلاة الجماعة فقد أثمنا وخالفنا قول ربنا: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]؛ لأنه قال هذه الجملة بعد قوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

ليس هنا تكرار، قال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

هذه ملاحظة يجب ألا ننساها: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] ما النكتة؟ أقيموا الصلاة أي: أدوها أداءً تاماً، {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] أي: مع جماعة المسلمين.

فنحن إذا تركنا صلاة الجماعة في هذه المساجد، ونحن لسنا مسؤولين عما فيها من زخارف، وعما فيها من إساءة الصلاة من بعض الأئمة، فنحن لسنا مسؤولين عن هذه الإساءة وتلك، لكننا نكون مسؤولين إذا صلينا في بيوتنا بمخالفتنا لقول ربنا: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43] نعم.

(الهدى والنور / 190/ 45: 01: 01)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015