السؤال: يقول السائل: ما حكم الصلاة في المساجد التي تكثر فيها البدع، وبالتالي حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع؟
الجواب: هذا أيضاً سؤال يكثر كثيراً في هذه الآونة وهو: وإن كان يبشر بخير من جهة، ولكنه يبشر بشر من جهة أخرى، يبشر بخير: أن الحريصين على السنة الحمد لله أصبحوا يتكاثرون يوماً بعد يوم، وأنهم أصبحوا يتنبهون لبدعاً كثيرة في المساجد، وفي الأئمة والمؤذنين ونحو ذلك، ولذلك فهم قد يتحرجون من الصلاة في هذه المساجد الممتلئة بالبدع، ومن الاقتداء بهؤلاء الأئمة الذين يخالفون السنة في كثير من صلواتهم، فهذا خير لكن إلى متى نستمر أيضاً في مثل هذا السؤال، ونحن نكرر دائماً أبداً شيئاً اثنين:
الشيء الأول: ما يتعلق بالاقتداء بالإمام المبتدع، لقد توارثنا خلفاً عن سلف: أن من السنة الصلاة وراء البر والفاجر، هذه عقيدة تذكر في عقيدة أهل السنة والجماعة، الصلاة وراء كل بر وفاجر خلافاً للشيعة؛ لأن الشيعة لا يرون الصلاة إلا لا أقول إلا وراء الشيعة، لا الأمر أضل عندهم إلا وراء إمام معصوم بطبيعة الحال عندهم لا يكون إلا من الشيعة من أهل البيت، فالسلف قعدوا لنا هذه القاعدة: أن نصلي حتى وراء الفاجر لماذا؟ لأنه جاء في أحاديث كثيرة تفيدنا بأن الصلاة وراء أئمة الجور والظلم جائزة من ذلك قوله عليه السلام كما في صحيح