استطاعتنا، يمكن لأمثال هؤلاء الناشئين في العلم ربما قرأ أحدهم مثلاً أثراً في سنن أبي داود أن ابن عمر دخل المسجد فسمع رجلاً يثوب بالصلاة، يقول: الصلاة الصلاة .. عندنا بالشام بعد الأذان يفتح النافذة ويطلع صوته إلى الشارع، يا مصلين الصلاة، يا مصلين الصلاة، وهل المؤذن نادى حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح عبثاً؟ هذا استدراك على الشارع، ولذلك لما سمع ابن عمر لما دخل المسجد وسمع هذا الرجل يثوب، قال: هذا مسجد فيه بدعة وخرج منه.
لكن هذا لا يعني اترك المساجد كلها، هذا يعني اذهب إلى مسجد ليس فيه بدعة، ولذلك فهؤلاء إنما أوتوا من قلة العلم، ومن الغلو في السنة وفي العبادة، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يقول ناصحاً لأمته: «إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل».
هم يفرون من بعض البدع التي لا يملكون لها إصلاحاً، فيقعون في بدعة أكبر هم يملكون لها علاجاً، وهكذا وقعوا في مذهب أبي نواس الذي قال: وداوني بالتي كانت هي الداء.
(الهدى والنور / 574/ 38: 07: 00)