يكن هناك إمام فليس معنى ذلك ألا يعمل للإسلام لكن في الوقت نفسه فالحديث صريح بأنه لا يجوز حينذاك أن تتكتل جماعات وجماعات ويزادوا فرقة ويزدادوا تحزباً وإلى آخره، ولكن المسلم عليه أن يعمل كل بحسبه في سبيل إعادة الحياة الإسلامية التي لا بد لها من إمام، أما التكتل والتحزب فهذا ينافي الإسلام، وحديث حذيفة نص قاطع في الموضوع؛ لأنه سؤال وجواب وإن لم يكن لهم إمام، ماذا نفعل؟ ماذا يقول الحديث .. ؟

مداخلة: ... تلك الفرق كلها.

الشيخ: الفرق كلها.

مداخلة: وهل هذا يعني أن هذه الجماعات من جماعات الدعوة هي داخلة في ضمن مدلول الفرق المذكورة في حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟

الشيخ: هذا يختلف عن المسألة؛ لأن هذا قبل هذه المشكلة، أنه مثلاً هل الأشاعرة هل الماتريدية هم من الفرق؟ نحن نقول أولاً لا يجوز أن نطلق الكلام على كل من انتمى إلى مذهب بأنه ناج أو هالك فرداً فرداً، وإنما نحن ننظر إلى المنهج ثم إذا وجدناه منحرفاً عن المنهج لا نستطيع أن نقول عن كل من حاد عن المنهج الصحيح أنه في النار؛ لأننا نعتقد جميعاً أن بعض الكفار وليس بعد الكفر ذنب كما هو معلوم المبدأ العام قوله تعالى في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ولكن قد يكون كافر ما أو أكثر من كافر عند الله معذوراً، فحسابه عند الله عز وجل، لكننا نقول هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015