- صلى الله عليه وآله وسلم - وما كان عليه الخلفاء الراشدون؛ لذلك ما ينبغي للداعية المسلم أن يدندن فقط حول دعوة المسلمين إلى الكتاب والسنة وهذا لا بد منه، بل لا بد أن يضم الفارق بين هذه الدعوات التي كلها تزعم وتدعي الانتماء إلى الكتاب والسنة.

وأنا في علمي أن الجماعات القائمة اليوم تأبى الانتساب عملياً - لا أقول: اسماً - تأبى الانتساب عملياً إلى السلف الصالح؛ ذلك لأن هذا الانتساب يضيق عليهم دائرة الانفلات من بعض الأحكام الشرعية باسم التأويل الذي هو عين التعطيل فضلاً عن أن يرضوا الانتساب اسماً لهذا فهم ينكرون علينا انتسابنا إلى السلف الصالح وأخيراً إذا سئل أحدنا: ما مذهبك فنقول: سلفي، سيقول لك: ما معنى سلفي؟ قل: مسلم كما سمانا الله عز وجل في القرآن الكريم، وهذه كلمة ظاهرها جيدة لكن باطنها ليس كذلك!

في هذه الغرفة بالذات جرى بيني وبين أحد المنتمين إلى العمل بالكتاب والسنة وهو إلى حد ما معنا في ذلك لكن تعلمون أن الأمر يختلف اختلاف .. تضلع هذا المنتسب في علم الكتاب والسنة فقد يخفى عليه شيء كثير من علم الكتاب والسنة، لكن هو يقول: لا يقول: أنا حنفي أو شافعي، أو مالكي، على الكتاب والسنة لكن بقدر ما بلغه من العلم.

ففي كثير من الجلسات التي قامت بيني وبينه والمباحثات عرفت ولمست منه أنه يفر من هذا الانتساب وبخاصة اسماً: سلفي! فوجهت إليه السؤال التالي وأظن حكاية هذه الجلسة مفيدة من هذه الناحية، قلت له: لو سألك سائل: ما مذهبك؟ قال: أقول له مسلم، قلت: هذا ليس جواب السؤال، قال: لم؟ قلت: لو سألك سائل: ما دينك؟ ما جوابك؟ هو نفس الجواب، بينما ينبغي أن يختلف الجواب باختلاف السؤال .. سؤالي: ما مذهبك؟ فوضح له بداهة أن جوابه خطأ؛ ولذلك عدله لكن لم يعتدل، قال: إذاً أقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة .. صواب لكن لا يكفي اليوم لا يكفي، قلت: لو كان المسئول غيرك من هؤلاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015